منتديات وادي الذئاب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    عمل يسير وأجر كبير

    max_11
    max_11
    .عضو مشارك
    .عضو مشارك


    عدد المساهمات : 536
    نقاط : 1526
    تاريخ التسجيل : 21/02/2011
    العمر : 39
    الموقع : https://wdz2.yoo7.com

    gfg عمل يسير وأجر كبير

    مُساهمة من طرف max_11 الخميس فبراير 02, 2012 11:03 am

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار

    فضل الله على خلقه:

    عباد الله:
    ربنا كريم، ومن أسمائه تعالى المنان، يمن على عباده عز وجل، ومن أسمائه البر، والبر واسع العطاء، ومن أسمائه الوهاب يعطي بلا سؤال، ومن أسمائه الشكور فيعطي الأجر الكثير على العمل القليل، وهو سبحانه وتعالى كريم وهاب يهب واسع الفضل والعطاء بلا حدود سبحانه وتعالى، وهذا الكرم من الله يدفع المؤمن إلى المزيد والمزيد من العمل؛ لأنه إذا علم بأن ربه بهذه الأسماء وهذه الصفات فالعبد يتحفز للعمل.

    جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مقنع بالحديد على مشارف المعركة، فقال: يا رسول الله أسلم أو أقاتل؟ ولم يكن الرجل قد أسلم، فقال: (أسلم ثم قاتل) فأسلم ثم قاتل فقتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عمل قليلا وأجر كثيرا) [رواه البخاري2808]، فإنه ليس بينه وبين الجنة إلا هذه الشهادة وهذه الشهادة، الشهادة الأولى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والشهادة الثانية هذا القتل الذي حصل في المعركة فدخل الجنة ولم يسجد لله سجدة؛ لأنه لما أسلم كان أول واجب عليه حضور هذه المعركة.

    التجارة الرابحة مع الله:

    عباد الله:
    بيننا وبين الله تجارة، والتجارة مع الله ما فيها خسارة، والتجارة مع الله أرباحها مضاعفة، هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم [ سورة الصف10 ] ، وهذه المضاعفات إلى عشرة، إلى مائة، إلى سبعمائة، إلى أكثر من ذلك، والله يضاعف لمن يشاء، أعمال قليلة من جهة الجهد والوقت، والأجر عظيم، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى الفجر وقعد وقام ليدخل بيته فوجد جويرية رضي الله عنها من بعد الفجر جالسة كما هي، سألها: (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟) قالت: نعم، قال: (لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم) طيلة الوقت هذا الماضي (لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) [رواه مسلم2726]، كم تأخذ حتى تقولها ثلاثا يا عبد الله؟

    يا مسلم:
    الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يصل فيه رحمه، ويعرف حق الله من جهة الزكاة، والواجبات الأخرى كفارات، نفقات، يعرف حق الله، والآخر رزقه الله علما، ولم يرزقه مالا لكنه قال: لو أن لي مال فلان لعملت بعمله فهما في الأجر سواء، عجيب هذا ما عنده مال، وما الذي فعله؟ نية حسنة، وقال بلسانه: لو أن لي مال فلان لعملت بعمله، بنيت المساجد، ورتبت لمحفظي القرآن الرواتب، وجعلت للأسر والعوائل هذه الرواتب الشهرية، ونشرت علما، ودعوة ونحو ذلك من الأعمال الصالحة، قال: (فهما في الأجر سواء) [رواه ابن ماجه4228]، يعني من جهة الأصل، أما من جهة المضاعفة فلا شك أن الفاعل يمتاز بميزة، لكن من جهة الأصل أصل الأجر قبل المضاعفة، (هما سواء) ما الذي رفعه هذه الرفعة، ما الذي أعطاه هذا الأجر؟ حسن نيته، ليست قضية عسيرة، وشاقة، ولا تأخذ وقتا، لكنها جمع القلب والرجاء من الله سبحانه وتعالى.

    (إن بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا وهم معكم) شركوكم في الأجر، لماذا؟ قال: (حبسهم العذر) [رواه البخاري4423]؛ لأنهم فعلا عندهم صدق نية، لو كانوا مستطيعين لخرجوا، (الحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض)[رواه مسلم223]كم تأخذ من الجهد؟ كم تأخذ من الوقت؟ الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه يتنافس عليها بضع وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا، عبد قالها مرة مؤتجرا مخلصا يبتغي وجه الله، تنافس عليها أكثر من ثلاثين ملكا أيهم يكتبها أولا، ما هذا الكرم ما هذا الشرف، الله عز وجل يرسل ملائكته من أجلنا، لتكتب أعمالنا، وترفع أقوالنا، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه [ سورة فاطر10 ] .

    عباد الله:
    ماذا يأخذ من الوقت والجهد أن يقول الإنسان بعد الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، لكن ماذا له؟ تفتح أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل، تفتح أبواب الجنة الثمانية، الجنة التي عرضها السماوات والأرض، الثمانية كلها تفتح لأجل أنه قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله بعد الوضوء، ما أكرمه ما أوهبه، ما أبره، ما أمنه سبحانه.

    عباد الله:
    عندما يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم ذنبه) [رواه البخاري780 ومسلم410]، كلمة (آمين) كم تأخذ لتقال؟ كم ثانية؟ آمين المد الطبيعي حركتين (آ) (مين) ست حركات، كم تأخذ حتى تقال؟ (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)، على كلمة واحدة إذا قال الإمام في الأرض: آمين، قالت الملائكة في السماء: آمين، ومن وافق تأمينه تأمين الملائكة، لكن بعض الناس يشرد ذهنه فيفوته أجر عظيم، أو لا يقولها في الوقت الذي من السنة أن تقال فيه، أو يمد أكثر أو يقصر أكثر، (من وافق تأمينه تأمين الملائكة).

    يا مسلمون:
    والله إنها أعمال يسيرة وأجور عظيمة، وهكذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن بقيام ليلة القدر، اللهم بلغنا ليلة القدر، اللهم بلغنا رمضان، اللهم من علينا ببلوغ رمضان، وأن نصوم ونقوم ونعبد كما تحب وترضى، قيام ليلة واحدة، الليلة كم يعني؟ عشر ساعات؟ إحدى عشر ساعة؟ اثنا عشر ساعة؟ ثم تقوم بعد صلاة العشاء، قيام ليلة ولا يشترط أن تقوم كل الليل، قيام ليلة أكثر من أجر عبادة ثلاثة وثمانين سنة، هل هناك كرم بعد هذا.

    عباد الله:
    صيام يوم واحد، يوم عاشوراء يكفر سنة، ويوم عرفة يكفر سنتين، والصيام كم ساعة؟ اثنا عشر ساعة، ثلاثة عشر ساعة، يكفر سنتين، إذا كان هذا في صيام النافلة عاشوراء وعرفة، يا ترى رمضان الواجب الفرض الركن كم يكفر.

    أيها المسلمون:
    بالوضوء تخرج الخطايا حتى تخرج آخر خطيئة مع آخر قطرة ماء، لمن نوى واحتسب، وأتقن الوضوء، وكذلك نجد أنه إذا قعد بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وبعد ارتفاعها صلى ركعتين، بعد الفجر إلى طلوع الشمس كم الوقت؟ كم ستجلس؟ ساعة ونصف، أجر حجة أجر عمرة تامة تامة تامة. [رواه الترمذي586].

    يا مسلم عندما تذهب وأنت هنا إلى الحرم لتصلي فريضة واحدة كم يأخذ منك من الوقت والجهد؟ لكن يكتب الله لك بها مائة ألف صلاة من الصلاة في المساجد الأخرى، مائة ألف، وفي النبوي ألف، وصلاة ركعتين في مسجد قباء تعدل عمرة، الله أكبر، صلاة ركعتين كم تأخذ من الوقت في مسجد قباء تعدل عمرة، تشد الرحال إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فإذا صرت في المدينة كان قباء بجانبك.

    أيها المسلمون:
    عندما يقول ربنا عز وجل: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [ سورة الزلزلة7 ] ، يعني: أن هذه الذرة الهباء الصغيرة جدا لا تضيع، حتى هذه لا تضيع، ولذلك لما جاءت مسكينة أو مسكين إلى عائشة وكان عندها عنقود عنب فأخذت حبات من العنب وأعطتها للمسكين حبات قليلة، تعجبت بعض النسوة عندها، فقالت عائشة لهن: تتعجبن تضحكن كم في هذه الحبات من مثاقيل الذر.

    وهكذا سعد الصحابي لما جاء سائل وأعطاه تمرتين، وقبض يده، قال له: إن في التمرتين مثاقيل ذر كثيرة.

    أسس وقواعد التجارة مع الله:
    الله يعامل عباده على أسس، التجارة مع الله لها شروط فيها بنود، فيها عقد، ومن أدرك شروط العقد حاز الأرباح العظيمة من وراء هذا العقد:

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 11:56 pm